الاثنين، 13 أبريل 2020

ضريح سيدي احمد الريفي


هذا ضريح سيدي أحمد الريفي؛ ويحكى أن كرامته تمثلت في إبعاد هجوم من جهة الشرق خلال زمن السيبة على ساكنة تمروت بهدف النهب، والهجوم يعتقد أنه كان من جهة باب المحلة، والمحلة هي ثكنة مخزنية قديمة. 
تقول الرواية المتواترة أنه تعود ثم نفخ بناي أو قصبة، فعاد المهاجمون على أعقابهم بدون أي نزال أو احتكاك. هنا تطرح تساؤالات: هل كان الهجوم مخزنيا لأجل القبض على متمردين أم أن عساكر المخزن قرروا نهب المنطقة بسبب عدم وجود المؤونة؟. وهل حقا عاد المهاجمون تحت تأثير كرامة الرجل، أم أنهم تلقوا الأوامر بالعودة إلى أماكنهم؟.وما علاقة الأضرحة بالكنوز؟. للأسف لا وجود لأي أدلة يقينية عن الحدث، لا بالرواية الشفهية، ولا بالوثائق، ولا باللقى. فإذا كانت مناطق غمارة تشتهر بوجود مسالك تنتهي إلى أبواب، وكل باب يقتبس تسميته من المكان الذي خلفه، فإن غالب الظن أن خلف باب المحلة كانت هناك ثكنة، خاصة أن المكان عال ويشرف على المنطقة، وبه مروج وأماكن مسطحة، ك: "لبيار" و"تلاتيمزيلان"، وغيرها. 
كنا دائما نتساءل، من يكون هذا الرجل! فتبين لنا لاحقا أنه من عائلة السني بداروتان، وقد قدم من زاوية سيدي أحمد السني الموجودة بنقطة تقاطع حدود غمارة ببني زروال بكتامة. وفي زمن السيبة كانت الساكنة تحتاج إلى "الشريف" الذي ينتمي لشجرة النبي، فالشريف كان شخصية مقدسة تطاع أوامره ونواهيه. والدور الإيجابي الذي لعبه الأشراف أنهم كانوا عامل استقرار وخلق الأمن والصلح بين القبائل والعائلات. فعندما يخرج الشرفاء رافعين الأعلام بجانب أهل العلم وحفظة كتاب الله، مطالبين بوقف إطلاق النار، كانت البنادق تصمت. وحتى إذا ما خرق طرف من الأطراف الهدنة أو عهود الصلح، كان يتم الدعاء عليه في مجمع مهيب بحضور الشرفاء أو كان يتم خلق حلف موسع تحت رعاية الشرفاء لتأديب الطرف الباغي. أكيد أن بعض الشرفاء كانوا يستغلون مقامهم لجمع الثروات وهذا يذكره مورالييس في مذكراته، ويذكر كيف كان مجيء الشريف إلى دوار نذير فأل على الساكنة، فيجلس بالمسجد ويقومون بمنحه الهدايا من قمح وذرة وحلي ودجاج وماشية وغير ذلك؛ وهذا يعتبر ريعا يأتي عن طريق استغلال محبة الناس لنبيهم محمد ونسله. 
أتذكر عندما كنت صبيا، كيف أنني دخلت إلى ضريح سيدي امحمد الريفي دون أن أنزع حذائي، وكيف خوفوني بأن رجلاي ستبتر قبل أن أصل إلى البيت. وكنت كلما أخطو خطوات إلا وأضع يدي وناظري على قدماي لأتأكد من أنهم لازالتا سليمتين. من تلك التجربة التي خرجت منها سالما، انغرست في نفسي بذرة الشك بتأثير الميت على الحي، وصرت أتعجب ممن يقصدون الأضرحة متضرعين أن يفيض الولي عليهم بالحليب من ضراع أبقارهم التي جفت. وقد جفت ببساطة لأنها أبقار من سلالة بلدية بخيلة في فيضها للحليب. 

إقرأ أيضا

ضريح سيدي احمد الريفي
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *